Home > Publications > Al-Khwârizmî ... algèbre |
|
Traduction du livre |
''Al-Khwârizmî, le commencement de l'algèbre'' رياضيّات الخوارزمي - تأسيس علم الجبر |
يقدّم رشدي راشد كتاب محمد بن موسى الخوارزمي "كتاب الجبر والمقابلة"، الذي يتألف من قسمين رئيسيين؛ يحوي الأول منهما النظرية الجبرية، وهو مخصّص لنظرية المعادلات والحسابات الجبرية، ولحل المسائل المختلفة بواسطة هذه النظرية، وتطبيقها على المسائل الهندسية؛ ويحوي الثاني مسائل الإرث والوصايا، ففي فصوله يطبّق الخوارزمي الحساب الجبري على حلّ مسائل تنتمي إلى هذا المجال الفقهي، بحسب قواعد الشرع الإسلامي، فيعطي بعمله هذا وضعاً رياضياً - جبرياً - لحساب كان يقوم به من قبله رجال الفقه.
لقد وضع الخوارزمي، في هذا الكتاب، أول عمل تأسيسي للجبر، حيث أصبح الجبر مادة رياضية مستقلة عن الهندسة وعن علم الحساب، وهو أول عمل تأسيسي لمادة علمية هي على ملتقى الرياضيات والعلوم الفقهية، كما أنه عمل تأسيسي لنهج ولّدته الإمكانات الجديدة التي طرحها الجبر، والتي تلازمت معه؛ حيث أجاز توسّع تطبيق العلوم الرياضية، بعضها على البعض الآخر.
وقد صُمّم هذا الكتاب وحُقّق وتُرجم لكي يكون لَبِنَة في صرح كتابة تاريخ العلم العربي، بشكل موثق توثيقاً كاملاً، ويمثل إضافة نوعية ومميّزة في سلسلة تاريخ العلوم العربية.''رياضيات الخوارزمي : تأسيس علم الجبر'' تأليف د. رشدي راشد،
ترجمة د. نقولا فارس، مع تقديم الصيغة العربيّة
قراءة: أحمد الحاج دياب
كان لظهور كتاب الجبر والمقابلة لمحمد بن موسى الخوارزمي في بغداد حوالى عام 820م تاثير كبير في تطور العلوم الرياضية. وبقي هذا الكتاب، كما يقول عادل أنبوبا، طوال الفترة الممتدة من أوائل القرن التاسع حتى القرن السادس عشر "مثالاً وحجة في هذا العلم، له فيه ما لأصول إقليدس من المنزلة عند المهندسين ولما لبطليموس عند علماء الهيئة".
وذكر ابن النديم في كتابه الفهرست، لائحة طويلة من العلماء، من معاصري الخوارزمي وخلفائه قاموا بشرح كتابه، وتابعوا البحث في مواضيعه؛ نذكر من هؤلاء شجاع بن أسلم، المتوفى حوالى عام 951م، الذي يقول في مقدمة كتابه المعروف، كتاب الجبر والمقابلة: "وكنت كثير النظر في كتب العلماء بالحساب، والبحث عن أقاويلهم، والتفتيش لما رسموا في كتبهم، فرأيت كتاب محمد بن موسى الخوارزمي، المعروف بالجبر والمقابلة، أصحها أصلاً وأصدقها قياساً. وكان مما يجب علينا معشر الحسّاب، من التقدمة والإقرار له بالمعرفة والفضل، إذ كان السابق إلى كتاب الجبر والمقابلة والمبتدئ له والمخترع لما فيه من الأصول التي فتح الله لنا بها ما كان منغلقاً، وقرَّب بها ما كان متباعداً، وسهَّل بها ما كان معسراً، ونوَّر بها ما كان ملتبساً".
تأتي هذه الشهادة بأسبقية الخوارزمي في علم الجبر، وبأنه "المبتدئ له والمخترع لما فيه من الأصول" لتؤكد ما توصلت إليه الأبحاث المعاصرة من أنَّ "حساب الجبر والمقابلة" لم يكن علماً قبل الخوارزمي، ولكنه كان عبارة عن مسائل متفرقة هنا وهناك، أتى هذا العالم الفذّ فصاغ منها علماً متكاملاً، له أصوله وألفاظه وطرائقه وبراهينه؛ فكان كتابه بين كتب الحساب "أصحّها أصلاً وأصدقها قياساً".