|
|
|
> مكتبة أنبوبا |
مكتبة متخصّصة في تاريخ العلوم العربيّة بالتعاون بين المجلس الوطني للبحوث العلميّة والجامعة اللبنانيّة |
تضع هذه المكتبة مراجع علميّة قيّمة بتصرّف الباحثين (اللبنانيين والعرب والأوروبيين) في تاريخ العلوم، وتتوسّع نتيجة تبادل صور المراجع والمخطوطات مع بقيّة المكتبات المتخصّصة في العالم.
الدافع لتبنّي هذا المشروع هو أنّ البحث في تاريخ العلوم بدأ يتنامى منذ الستيّنيّات من القرن العشرين في الجامعات العريقة عبر العالم، لأسباب متنوّعة، تربويّة وعلميّة وثقافيّة واجتماعيّة؛ وبدأت تنشط في عدد من
أهمّ الجامعات الأوروبيّة مراكز متخصّصة في تاريخ العلم العربيّ، أي المكتوب باللغة العربيّة في الفترة الواقعة ما بين القرنين الثامن والسادس عشر. وفي هذا الإطار، يساعد تأسيس هذه المكتبة على:
تقوية التكوين العلمي للباحثين في تاريخ العلم العربي، ومدِّهم لأجيال عديدة بمواضيع جديدة للبحث، وتغذية حلقاتهم الدراسيّة وصلاتهم بفرق البحث في أوروبا والعالم العربي.
خدمة الهدف الأساسي لفريق البحث اللبناني المذكور، وهو إنشاء مركز في لبنان للدراسة والبحث في التراث العلمي، ذي أبعاد عربيّة وعالميّة، يجتذب الباحثين من كلّ بلدان العالم ويؤثّر بشكل إيجابي في نوعيّة التدريس الجامعي لموادّ العلوم والفلسفة، ويُسهم في توحيد القاموس العلمي العربي، إضافة إلى أنّه يُسهم في الكشف عن جانب مهمّ من جوانب التاريخ العربيّ وهو الجانب العلمي.
تقوية موقع لبنان عالميّاً وعربيّاً، على المستوى العلمي والثقافي واجتذاب الباحثين العرب والأجانب ودعم السياحة الثقافيّة.
وقد أطلق الفريق اسم عادل أنبوبا على هذه المكتبة، إكراماً لذكرى هذا الباحث الراحل ذي الشهرة العالميّة، لأنّ نواتها الأساسيّة كانت مكتبته الشخصيّة المتخصّصة في تاريخ الرياضيّات. وقد أُنقذت هذه المكتبة من الضياع عام 1996، بمبادرة من الدكتور جورج طعمة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلميّة ومن معالي الوزير السابق أسعد رزق. واستكمل المجلس وأمينه العام الدكتور معين حمزة هذه المبادرة عام 1999 بأن عهد بالمكتبة إلى الفريق العلمي المذكور الذي أودعها بدوره لدى إدارة مكتبة كليّة العلوم في الجامعة اللبنانيّة.
مكتبة عادل أنبوبا، الصغيرة في حجمها كبيرة جدّاً في أهمّيتها، لأنّها تحتوي:
– عدداً من الكتب والمقالات (750) التي أصبح من الصعب الحصول عليها، اختيرت من قبل باحث خبير.
– عدداً من الميكروفيلم (103) لمخطوطات علميّة مهمّة تضمّ صوراً لمئات من الرسائل الرياضيّة المخطوطة.
– عدداً من المخطوطات المصوّرة أو المنسوخة باليد (44)، كان الباحث الراحل حصل عليها خلال نشاط حياته كلّها من مكتبات متعدّدة عبر العالم.
– عدداً من الأعمال المحقّقة والمكتوبة بخط يده (21)، تمّ وضع جردة بعناوينها دون الدخول في تفاصيلها. وقد حفظها الفريق بعناية وانتباه لكي تجري دراستها ويجري نشر ما يجب نشره منها
بواسطة مشاريع بحث يكلّف بها في المستقبل الباحثون أو الطلاّب الذين يهيّئون دبلوم الدراسات المعمّقة أو الدكتوراه في تاريخ العلوم، مع مراعاة أقصى درجات الأمانة العلميّة.
ونظراً لدقّة مسألة استخدام الميكروفيلم والمخطوطات وحساسيّة التعامل مع الأبحاث الشخصيّة للباحث الراحل، وحتّى مع بعض الكتب القديمة النادرة، اتخذ الفريق قراراً بألاّ يجري أيّ تعامل مع هذه المكتبة إلاّ بعد توفّر الظروف المادّية والإداريّة التي تمكّن من القيام بهذه المهمّة بكلّ أمانة. لذا وُضعت المكتبة في عهدة لجنة من ستة أعضاء لتحضير سير عملها بشكل مناسب. إلاّ أنّ البدء بتنفيذ عمليّة تأهيل المكتبة تأخّر إلى العام 2004 لعدم توفّر الموازنة المناسبة. واستطاعت هذه اللجنة أن تنجز خلال عام ونصف، عبر عمل تطوّعي، تصوير مئات الكتب القديمة لتسهيل استخدامها. كما أنّها نقلت المخطوطات الموجودة على ميكروفيلم (والتي فاقت العشرة آلاف صفحة) إلى أقراص مدمّجة ومن ثمّ طبعت هذه المحتويات ووضعتها في كتيّبات.
ويقول فريق الباحثين الذين يشرفون على هذا المشروع، إنّ افتتاح المكتبة بشكل احتفالي يهدف إلى لفت نظر المسؤولين والمجتمع العلمي والمهتمّين بالتراث العلمي إلى أهميّة إنشائها وإلى ضرورة متابعة إدارتها وتغذيتها بالكتب والمخطوطات عبر خطة تجهيز وتبادل مدروسة. ولكنّ هذه الخطّة يجب أن تستبدل العمل الذي يقوم به فريق من التطوّعين بعمل إداري منتظم ومتواصل، وذي موازنة سنويّة ثابتة ومعقولة.
بتكليف من المجلس الوطني للبحوث العلميّة، يقوم "فريق الدراسة والبحث في التراث العلمي العربي "، الاستشاري لدى من المجلس، بتأهيل مكتبة للبحث في تاريخ العلوم العربيّة هي الأولى من نوعها في لبنان. ويحظى هذا المشروع بدعم الجامعة اللبنانيّة، وزارة التربية والتعليم العالي، وزارة الثقافة، واللجنة الوطنيّة للأونيسكو، والجمعيّة اللبنانيّة لتاريخ العلوم العربيّة، و"مركز تاريخ العلوم والفلسفات العربيّة والإسلاميّة" التابع للمركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، ودار الآثار الإسلاميّة (الكويت)، وعدد من المؤسّسات العربيّة والمحلّية والأجنبيّة.
وقد تمّ افتتاح هذه المكتبة يوم الخميس 19 كانون الثاني 2006، في قاعة المكتبة المركزيّة في الجامعة اللبنانيّة، المجمّع الجامعي–الحدث (بيروت)، برعاية وحضور معالي وزير التربية والتعليم العالي، و معالي وزير الثقافة، و رئيس الجامعة اللبنانيّة، و رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلميّة، وأمين عام المجلس، وعمداء الجامعة اللبنانيّة، وممثل السيدة بهيّة الحريري رئيسة لجنة التربية والثقافة والتعليم العالي، وممثّلين عن السفارة الفرنسيّة، والوكالة الجامعيّة الفرنسيّة، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، ورئيسة برنامج سيدر للتعاون البحثي اللبناني الفرنسي، وباقة من العاملين في حقل العلم والثقافة.