> مكتبة أنبوبا |
ملخص كلمة |
Allocution du Président de l'Université Libanaise
Inauguration de la Bibliothèque de Recherche en Histoire des Sciences
راعي هذا الحفل معالي الدكتور خالد قبّاني،
معالي وزير الثقافة الدكتور طارق متري،
أيّها الأصدقاء والضيوف الأعزّاء،
لم نأت إلى هذا الاجتماع مدفوعين فقط باحترام الكتاب أو بتشجيع البحث العلميّ انسجاماً مع الرسالة البديهيّة للجامعة ؛ إنّ هذا اللقاء هو بشكل خاص مؤشّر على اهتمامنا بالموضوع العلمي لهذه المكتبة.
فتاريخ العلوم مادة علمية تَثبُت أهمّيتها يوماً بعد يوم على المستوى العلمي والتربوي والاجتماعي والثقافي. وللدلالة على ذلك، يكفي القول بأنّ تدريس أيّة مادّة علميّة يكون عمليّة تلقين جافّة إذا لم يفهم الطالب أصل المادّة التي يتعلّمها وكيفيّة تطوّر النظريّات التي تُدرَّسُ له ودوافع وصولها إليه على الشكل العصري الذي تُقدَّم فيه. كما أنّ الإلمام بولادة ونموّ النظريّات العلميّة يساعد على تنمية ملكة الإبداع والاختراع لدى الطالب وتساعده على إطلاق الأسئلة والمسائل التي من شأنها أن تؤدّي إلى توليد الأفكار العلميّة الجديدة كما وتفتح عينيه على إشكاليّات المسائل العلميّة. أمّا على الصعيد الاجتماعي الإنساني، فإنّ تاريخ العلم يُظهر تطوّرُ المعرفة كعمليّة تكامل وتواصل بين الشعوب، لا مكان فيها للعنصريّة، على عكس مايُظهره التاريخ السياسي أو العسكري للبشريّة.
أما بالنسبة إلينا كعرب، فإضافة إلى الفوائد العلمية والتربوية والثقافية، فإنّ البحث في تاريخ العلوم يُسهِمُ في توحيد المصطلحات العلميّة، باستعادة القاموس العربيّ الأصيل، (وهو قاموس غني وأكثر تعبيراً ودلالة من القاموس المترجم) ويُسهِمُ في التعاطي مع العلم باعتباره جزءاً من تاريخ هذه الأمة، وليس دخيلاً عليها. و لا تخفى أهميّة انعكاس هذا الاعتبار على التفكير الاجتماعي العربي وعلى عدم التعامل مع العلم والبحث العلمي انطلاقاً من عقدة نقص ولّدتها عدّة قرون من الركود وغذّاها النقص في المعلومات التاريخيّة. ولا تخفى أيضاً أهميّته على صعيد إعادة صياغة مناهج التدريس في مادّتي التاريخ والفلسفة بناء على معطيات هذه المادّة العلميّة الجديدة.
فتاريخ العلوم هو بالفعل مادة علمية حديثة العهد على عكس ما قد يظنّ البعض، اكتشف الفلاسفة والتربويّون أهميّتها حديثاً. فلقد أقرّها المجلس الوطني للجامعات في فرنسا كفرع علمي مستقل في العام 1993، وصدرت أول مجلة فرنسية للبحث في تاريخ الرياضيات عام 1995 عن "الجمعية الرياضية لفرنسا" Société Mathématique de France وتزامن ذلك مع إصدار عدد من المجلات الأوروبية في المتخصّصة في تاريخ العلوم. وقد أعيد تحقيق كتاب أقليدس الرياضي عام 2004 أما طباعة كتاب أبولونيوس فهي قيد الإعداد الآن في أوروبا.
أمّا البحث في تاريخ العلوم العربية فأكثر حداثة، حيث بدأت الأبحاث المنظمة في الستينيّات من القرن العشرين تحلّ محلّ الأعمال المتفرّقة وغير المنتظمة التي قام بها المستشرقون. وكان أهمّ ما دعى للبحث في هذا المجال ضرورات علميّة بحتة حيث لاحظ الباحثون أنّ هناك فجوةً غير معقولة بين العلم اليوناني (أي المكتوب باليونانيّة) والعلم اللاتيني. ولكنّ البحث في تاريخ العلوم، مازال متمركزاً في الدول المتطوّرة، وبشكل خاصّ في أوروبا. ينطبق هذا القول على العلوم العربيّة أيضاً رغم أنّ التسهيلات اللغويّة تدعو بإلحاح إلى مباشرة البحث في هذا المجال في الدول العربيّة.
أيّها الأصدقاء والضيوف الأعزّاء،
كلّ هذا دعانا إلى الاهتمام بفريق للبحث، ناشئ في جامعتنا، مؤلّف من العلميين لأنّ التجارب أثبتت أنّ من لا يعرف مادّة علميّة، بدقائقها، لا يمكن أن يؤرّخ لها. كما دعانا إلى الاهتمام بهذه المكتبة النوعيّة القيّمة من حيث موجوداتها من صور المخطوطات والميكروفيلم والكتب التي أصبح من الصعب جدّاً الحصول عليها.
نشكر المجلس الوطني للبحوث العلميّة على هديّته القيّمة هذه التي هي أحد الأمثلة الكثيرة على تعاون مؤسّساتي أخوي نعتزّ به. كما نهنّئ فريق الدراسة والبحث في التراث العلمي العربي على إنتاج علميّ مميّز في العالم العربيّ كلّه، وعلى عمل تطوّعي يقوم به بكلّ دأب مدفوعاً فقط بحبّه للعلم ولجامعته ولرفع الظلم عن تاريخ الحضارة العربيّة بإبراز وجهها العلمي المغمور والمنسي وإسهاماتها في بناء الحضارة الإنسانيّة. ونعدكم بأن نساعد هذه المكتبة لكي تغتني وتتطوّر يوماً بعد يوم وتصبح ثروة تعتز بها الأجيال اللاحقة.
والسلام عليكم.
(ملخص كلمة رئيس الجامعة اللبنانيّة الدكتور ابراهيم قبيسي في افتتاح مكتبة البحث في التراث العلمي العربي.)
(Résumé)
Allocution de M. Ibrahim Qobeyssi, Président de l'Université Libanaise (UL)
Le Recteur de l'Université Libanaise a insisté sur l'importance de l'histoire des sciences comme discipline scientifique récente. Il a souligné le fait que la recherche en cette matière et, même en histoire des sciences arabes, a lieu, en grande partie, dans des centres européens. Sur ce, il a rappelé le soutien de l'Université Libanaise à son Equipe scientifique qui mène la recherche dans ce domaine au Liban. Il a affirmé la détermination de l'Université Libanaise à soutenir cette Bibliothèque spécialisée et distinguée. Il a conclu son mot en remerciant le Conseil National de la Recherche Scientifique (CNRS-L) qui a sauvé cette bibliothèque spécialisée et l'a confiée à l'Equipe d'Etude et de Recherche sur la Tradition Scientifique Arabe, attachée au CNRS, et qui est formée essentiellement d'enseignants-chercheurs de l'Université Libanaise (UL).